"موديلي" يروي تجربة شخصية من جنوب مدغشقر حيث تُباع فتيات للزواج قبل ولادتهن

"موديلي" يروي تجربة شخصية من جنوب مدغشقر حيث تُباع فتيات للزواج قبل ولادتهن

تُبذل الجهود في جنوب مدغشقر لإنهاء ممارسة تقليدية وغير قانونية في الوقت نفسه، حيث تُعطى الوعود بتزويج فتيات من رجال أكبر سنا، حتى قبل ولادتهن في بعض الأحيان.

 يتضمن الزواج المدبر عادةً تبادل "بقرة زيبو" ذات القيمة العالية والأهمية الثقافية بالفتيات المراهقات اللاتي قد لا تتجاوز أعمارهن 13 عاما، وفقا لموقع أخبار الأمم المتحدة.

تعمل وكالتان تابعتان للأمم المتحدة هما اليونيسف وصندوق الأمم المتحدة للسكان، مع السلطات المحلية لتثقيف النساء والرجال أيضا، من خلال جلسات تركز على "الذكورة الإيجابية"، حول مخاطر هذه الممارسة وكيفية معاملة المرأة على قدم المساواة.

لهيلاهي موديلي هو أحد المشاركين في الجلسات في قرية إيفوتاكا، في إقليم أنوسي في مدغشقر. 

يقول موديلي عن تجربته "أنا هنا في مكان الاجتماع بالقرية مع حوالي 30 رجلا آخر لمناقشة مختلف أنواع العنف المرتكب ضد النساء والفتيات، هناك مجموعة من الصور يتعين علينا الاختيار من بينها لوصف الطرق المختلفة التي يمارس بها الرجال العنف ضد النساء، اخترتُ صورة تظهر إطارا لجسد رجل على وشك ضرب امرأة، ما أدى إلى نقاش حول الأذى الجسدي، وهناك أيضا صور عن العنف الجنسي والنفسي والاقتصادي بالإضافة إلى سوء معاملة الأطفال".

ويتابع: أحد أكبر التحديات التي أراها في منطقتي هو مزيج من العنف الاقتصادي وانتهاك حقوق الفتيات حتى قبل ولادتهن، توافق الأسر التي تكون في العادة فقيرة جدا وضعيفة على استبدال طفلتها التي لم تولد بعد ببقرة زيبو.

واستطرد قائلا: يعتبر بقر الزيبو مهما جدا في ثقافتنا لأنه علامة على الثروة والاحترام، غالبا ما يكون في قلب العديد من التقاليد، على سبيل المثال في بعض المجموعات العرقية، كطقوس للبلوغ، يجبر الولد على سرقة بقرة قبل أن يتم قبوله كرجل في المجتمع، وعادة ما يتم التضحية بزيبو في مناسبات الولادة أو الختان أو الوفاة أو الزواج.

وينوه بأن هذه الممارسة شائعة جدا في جنوب مدغشقر، مضيفا: وقد رأيت العديد من الفتيات المراهقات، بعضهن لا يتجاوز عمرهن 13 عاما، يُجبرن على ترك أسرهن ويصبحن زوجات لرجال أكبر سنا، وقد يكون لهذا الرجل زوجات أخريات أيضا، والفتيات اللاتي يرفضن هذا الترتيب غالبا ما تتبرأ منهن أسرهن بسبب العار الذي يجلبنه، وسمعت بعض حالات انتحار للفتيات.

التقاليد والفقر

يقول موديلي: غالبا ما يدفع الرجل تكاليف ولادة عروسه المستقبلية بالإضافة إلى دعم الأسرة بطرق أخرى حتى يستلم الفتاة ويقدم البقرة الزيبو، تشارك العائلات في هذا التبادل جزئيا بسبب التقاليد ولكن بشكل رئيسي بسبب الفقر، أشعر بالإحباط الشديد لرؤية هذا الأمر، وأشعر بالكثير من التعاطف مع هؤلاء الفتيات اللاتي ليس لديهن خيار ولا يستطعن بعد ذلك الاستمتاع بطفولتهن أو حتى الذهاب إلى المدرسة.

تحدثنا عن هذا الأمر في مجموعات الذكورة الإيجابية، ويدرك معظم الرجال أنهم هم الذين يتعين عليهم إجراء التغيير.

يرى الكثير من أصدقاء موديلي أن النساء ضعيفات، ولا يظهرون إلا القليل من الاحترام تجاههن، ولا يهتمون بسماع آرائهن. مضيفا: "هؤلاء الأصدقاء يعتبرونني ضعيفا، ويقولون مازحين إنني أخضع لسيطرة النساء، فقط لأنني أحاول تعزيز رفاههن وحقوقهن".

ويتابع: نجتمع في هذه المجموعة مرة واحدة في الشهر، وتتضمن الاجتماعات أيضا معلومات حول كيفية الإبلاغ عن حوادث العنف ضد الأطفال.. وتتم إحالة هذه الحالات إلى مركز فونجي، وهو مركز رعاية متكامل للأطفال ضحايا العنف في بلدة فورت دوفين.

ويختتم قائلا: "أرى الآن أن بعض الرجال يدركون ضرورة تغيير مواقفنا والبدء في التفكير في أن النساء يتمتعن بنفس الحقوق التي نتمتع بها، وأعتقد أن ذلك سيؤدي إلى المساواة، لن يأتي التغيير غدا، ولكن يجب على الرجال أن يبذلوا قصارى جهدهم لإنهاء هذه الممارسة المقبولة ثقافيا ولكنها غير قانونية".

وتستضيف اليونيسف وشركاؤها مجموعات الذكورة الإيجابية في عشر قرى في أربعة مجتمعات محلية في المنطقة، ويدعم صندوق الأمم المتحدة للسكان المجموعات النسائية بما يكمل عمل مجموعات الرجال ويتم جمع المجموعات معا في مكان واحد حيث يتم تقديم خدمات مختلفة تدعمها الأمم المتحدة بما في ذلك العيادات المتنقلة للرعاية الصحية ورعاية الأمومة بالإضافة إلى معلومات حول قضايا العنف الجنسي.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية